
يعيش نجم منتخب العراقي، علي جاسم، المحترف في صفوف نادي كومو الإيطالي، حالة من الجدل الشديد في الأوساط الكروية العراقية، بعد إعلان سفره إلى تونس للالتحاق بمعسكر المنتخب الأولمبي، استعدادًا لبطولة كأس آسيا تحت 23 عامًا، في وقتٍ بدأ فيه ناديه التحضيرات الفعلية للموسم الجديد في الدوري الإيطالي.
ويخوض نادي كومو هذه الأيام وحداته التدريبية التحضيرية، وقد أجرى عددًا من المباريات الودية، إلى جانب إبرامه لصفقات لافتة استعدادًا لموسم يُتوقع أن يكون تنافسيًا للغاية، إلا أن اللافت هو استمرار غياب علي جاسم عن هذه التحضيرات، وهو ما أثار تساؤلات عديدة حول وضعيته مع النادي الإيطالي ومدى جدية استمراره ضمن خطط الفريق للموسم المقبل.
غياب علي جاسم عن معسكر كومو قابله انضمامه الفوري إلى صفوف المنتخب الأولمبي العراقي، وهو ما أثار غضبًا كبيرًا لدى شريحة واسعة من الجماهير العراقية التي رأت في ذلك تصرفًا غير احترافي، لا سيما وأن هذه المرحلة تعتبر حساسة جدًا في مسيرة اللاعب مع فريقه الجديد، وكان من الضروري أن يُثبت نفسه ويؤكد حضوره بين زملائه الجدد قبل أي التزام آخر.
ورغم فخر الجماهير بتمثيل اللاعب للمنتخب الوطني، إلا أن حالة الإحباط بدت واضحة، إذ اعتبر كثيرون أن إهمال التحضيرات مع كومو قد يؤثر على فرص علي جاسم في إثبات جدارته داخل أحد أقوى الدوريات الأوروبية، خصوصًا مع المنافسة الشرسة المتوقعة على المراكز الأساسية في الفريق، بعد التعاقد مع مجموعة من الأسماء المميزة.
ويُشار إلى أن علي جاسم يُعد من أبرز مواهب الكرة العراقية في السنوات الأخيرة، وقد جذب أنظار الجماهير منذ تألقه في كأس آسيا للشباب وتصفيات الأولمبياد، مما جعله محط أنظار العديد من الأندية، قبل أن يحط الرحال أخيرًا في إيطاليا عبر بوابة كومو.
لكن اليوم، تبدو مسيرته الأوروبية في مفترق طرق، وسط تساؤلات عن مدى قدرته على الموازنة بين الالتزام الدولي والطموح الاحترافي، في ظل توقعات بأن تضاعف الأندية الأوروبية من رقابتها عليه، وأن تحاسبه على كل غياب وكل تأخير في الانضباط التدريبي.
وفي الوقت الذي تسعى فيه الجماهير إلى دعم اللاعب، لا تُخفي قلقها من أن تؤدي مثل هذه الخطوات إلى تراجع فرص علي جاسم في نيل مكان أساسي، وتضيع بالتالي فرصة ثمينة للاعب موهوب لطالما حلمت به الجماهير في أعلى المستويات.