العراق يعوّل على ثلاثة أدوات لإقناع نوح درويش
الثلاثاء 22-07-2025

يُعد اللاعب الشاب نوح درويش أحد أبرز المواهب الصاعدة في كرة القدم الأوروبية، وبات يمثل “حلمًا مشروعًا” يسعى الاتحاد العراقي لكرة القدم إلى تحويله إلى حقيقة، من خلال إقناعه بتمثيل منتخب أسود الرافدين في المستقبل القريب، على الرغم من ارتدائه قميص منتخب ألمانيا تحت 19 عامًا، وحمله شارة القيادة فيه.


نوح درويش، ذو الأصول العراقية، بدأ يلفت الأنظار منذ فترة، خصوصًا مع امتلاكه إمكانيات فنية عالية وقدرته على شغل أكثر من مركز في الملعب، حيث يُجيد اللعب كوسط ارتكاز، وصانع ألعاب، وجناح أيمن، إضافة إلى تميزه بقدمه اليسرى، مما جعله هدفًا مهمًا في أجندة الاتحاد العراقي، الذي يضع ملف استقطاب المواهب المغتربة كأحد أولوياته الإستراتيجية.


واحدة من أبرز أدوات العراق في ملف درويش، تكمن في شعبيته الكبيرة بين الجماهير العراقية، حيث يحظى اللاعب بتفاعل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، ويُقابل دائمًا بالدعم والحب من المتابعين العراقيين الذين يتمنون رؤيته بقميص المنتخب الوطني.


هذا العامل لم يكن عابرًا في ملفات مشابهة، فقد سبق أن لعب دورًا حاسمًا في إقناع النجم زيدان إقبال، اللاعب السابق في مانشستر يونايتد، بتمثيل العراق بدلاً من إنجلترا، نتيجة للشعور بالانتماء والدعم الجماهيري الجارف، وهو ما قد يتكرر مع درويش.


ومن بين الأوراق المطروحة أيضًا، ما يقدّمه الواقع الحالي لزميله في نادي شتوتغارت أمين الدخيل، المدافع البلجيكي من أصل عراقي، والذي سبق أن أثير حوله الكثير من الجدل بشأن تمثيل العراق، قبل أن يختار نهائيًا اللعب لمنتخب بلجيكا.


الدخيل، ورغم اختياره للمنتخب الأوروبي الكبير، لم يحصل على فرص كافية للظهور، وهو ما قد يُمثل رسالة ضمنية لدرويش: الفرص في المنتخب العراقي ستكون أكبر، ومقعده الأساسي مضمون على المدى المتوسط، عكس منتخب ألمانيا المكتظ بالمواهب.


قضية درويش أيضًا تُعيد إلى الأذهان تجربة اللاعب يوسف أمين، الذي تردد كثيرًا قبل الموافقة على تمثيل العراق، لكن التأهل إلى كأس العالم للشباب 2023 شكّل نقطة التحول وأقنعه بحمل قميص العراق.


لذلك، يأمل الاتحاد العراقي أن يكون التأهل إلى البطولات الكبرى، وعلى رأسها كأس العالم 2026، عاملاً جاذبًا لدرويش وغيره من المغتربين، لتكوين منتخب قوي بمزيج من اللاعبين المحليين والموهوبين المحترفين في أوروبا.


درويش انتقل حديثًا إلى نادي شتوتغارت الألماني قادمًا من أكاديمية برشلونة الإسبانية، وسط تطلعات كبيرة بأن يفرض اسمه بقوة في البوندسليغا. وتُقدَّر القيمة السوقية للاعب حاليًا بـ 2 مليون يورو، مع ارتفاع متوقع في قيمته إذا ما واصل تقديم المستويات المنتظرة منه.


وبينما يستعد اللاعب لمستقبله في الملاعب الأوروبية، يبقى الباب مفتوحًا أمام المنتخب العراقي، الذي يسعى بكل طاقاته لإقناعه بارتداء القميص الأخضر في قادم السنوات.


نوح درويش ليس مجرد لاعب موهوب، بل مشروع قائد مستقبلي، ويمكن أن يكون إضافة نوعية لمنتخب العراق إذا ما نجحت جهود الإقناع، مستفيدين من الحب الجماهيري، ونصائح من مرّوا بالتجربة، والدروس المستفادة من حالات مشابهة. 

المباريات
الفيديوهات
الأخبار
الترتيب
الإنتقالات
الإعدادات