في واحدة من أكثر المباريات إثارة في الجولة 24 المؤجلة من دوري نجوم العراق، حقق نادي ديالى فوزًا ثمينًا على حساب دهوك بنتيجة 2-1، في اللقاء الذي احتضنه ملعب المدينة الدولي في بغداد، مساء الأمس، وسط حضور جماهيري محدود لكن بروح عالية من لاعبي الفريقين

لم يكن أحد يتوقع أن فريق ديالى، الذي قضى أغلب مراحل الموسم في قاع الترتيب، سيُعيد كتابة فصله الأخير بهذه الصورة المتوهجة. الفريق الذي عانى كثيرًا في البداية واحتل المركز الأخير لفترات طويلة، عاد للحياة مع قدوم المدرب التونسي يامن الزلفاني، الذي قلب الطاولة ونجح في إخراج الفريق تدريجيًا من دائرة الخطر، ليقف اليوم في المركز السابع عشر برصيد 34 نقطة، مبتعدًا نسبيًا عن شبح الهبوط.

على النقيض تمامًا، دخل دهوك المباراة وهو يجر خلفه سلسلة من النتائج السلبية، بعد بداية نارية هذا الموسم تُوج فيها بـلقب دوري أبطال الخليج، وحقق خلالها الفريق أرقامًا مميزة بقيادة المدرب السويدي مسعود ميرال. لكن الانهيار المفاجئ، والإقالات، والمشاكل الإدارية، أضعفت تركيز الفريق وأفقدته بريقه، ليُمنى بخسارة جديدة جمدت رصيده عند 52 نقطة في المركز السادس.

شهد الشوط الأول سيطرة متقاربة من الفريقين، لكن ديالى بدا أكثر تنظيمًا وهدوءًا، خصوصًا مع اعتماد الزلفاني على التحولات السريعة والضغط في مناطق الخصم. ونجح اللاعب التونسي أيمن الصفاقسي في افتتاح التسجيل لديالى عبر ركلة جزاء في الدقيقة 45، أنهى بها الشوط الأول بتقدم مستحق.

في الشوط الثاني، عاد دهوك إلى أجواء اللقاء، وضغط من أجل التعديل، ليُسفر ذلك عن هدف في الدقيقة 82 عبر سيابند عكيد، الذي استغل ارتباك دفاعي وسدد كرة زاحفة في الشباك.

لكن فرحة دهوك لم تدم طويلًا، فبعد ست دقائق فقط، أطلق اللاعب علي السجاد رصاصة الرحمة من تسديدة ذكية في الدقيقة 88، منح بها ديالى فوزًا تاريخيًا رفع به معنويات جماهيره وأعاد الأمل من جديد.

هذا الفوز يُحسب للمدرب يامن الزلفاني، الذي استطاع أن يُنقذ فريقًا كان يُصنف بين أول الهابطين، وأثبت أن التغيير الفني متى ما جاء في التوقيت المناسب، قادر على قلب الأمور رأسًا على عقب.