ثلاث تحديات تحاصر أرنولد في معسكر البصرة قبل مواجهة الشمشون
الجمعة 30-05-2025

في ظل اقتراب الموعد الحاسم لمواجهتي كوريا الجنوبية والأردن، يعيش المنتخب العراقي لكرة القدم واحدة من أكثر محطات التحضير توترًا وتحديًا، تحت قيادة المدرب الأسترالي غراهام أرنولد، الذي يواصل العمل في معسكر البصرة وسط ضغوط متزايدة من أجل قيادة “أسود الرافدين” نحو التأهل المباشر لكأس العالم 2026.


العراق سيستضيف كوريا الجنوبية يوم 5 يونيو/حزيران على ملعب البصرة الدولي، قبل أن يحل ضيفًا على الأردن يوم 10 من الشهر نفسه على استاد عمّان الدولي، ضمن منافسات الجولتين التاسعة والعاشرة من التصفيات الآسيوية. ومع ضيق الوقت وضخامة المسؤولية، يُواجه أرنولد ثلاث تحديات رئيسية تُعقّد مهمته.




أول ما يؤرق المدرب الأسترالي هو الطقس الحار في مدينة البصرة، حيث تصل درجات الحرارة إلى 46 درجة مئوية نهارًا، و26 ليلًا. رغم أن الحصص التدريبية تُقام مساءً عند الساعة السابعة، إلا أن الأجواء لا تزال مرهقة، مما يؤثر على معدل اللياقة البدنية للاعبين واستجابتهم الخططية. أرنولد، المعروف بدقته في التفاصيل البدنية، يعتبر أن الحرارة المرتفعة قد تُضعف من قدرة الفريق على تنفيذ أفكاره في الملعب، خصوصًا ضد منتخب سريع ومنظم ككوريا الجنوبية.





غياب المهاجم المخضرم أيمن حسين عن مباراة كوريا، شكّل ضربة غير متوقعة لأرنولد، خاصةً أن اللاعب يتمتع بحضور بدني ومعنوي يُعطي الثقة لباقي عناصر الفريق. المدرب يجد نفسه اليوم أمام معضلة هجومية، بين الاعتماد على مهند علي “ميمي”، هداف الدوري العراقي، أو منح الفرصة كاملة للنجم الشاب علي الحمادي، محترف إبسويتش تاون الإنجليزي. المفاضلة بين الاثنين لم تُحسم بعد، إذ يبحث أرنولد عن مهاجم يجمع بين القوة والسرعة والتحرك الذكي في المساحات، وهي مواصفات دقيقة يصعب تعويضها بسهولة.





التحدي الثالث يتعلّق بخط الدفاع، الذي يُعاني من عدم الاستقرار منذ أيام المدرب الإسباني خيسوس كاساس. أرنولد حاول معالجة هذه الأزمة عبر توسيع خياراته في مركز قلب الدفاع، حيث استدعى لاعبين غابوا عن القائمة السابقة مثل زيد تحسين، مصطفى سعدون، سعد ناطق، وعلي فائز، في محاولة لبناء ثنائية صلبة تعيد التوازن إلى الخط الخلفي. إلا أن عامل الوقت وقلة الانسجام يبقيان عنصرين مقلقين قبل مواجهة خصمين يملكان نزعة هجومية عالية.





يدخل المنتخب العراقي الجولة قبل الأخيرة وهو في المركز الثالث بالمجموعة الثانية برصيد 12 نقطة، بفارق نقطة عن الأردن الثاني، وأربع نقاط خلف كوريا الجنوبية المتصدرة. وبما أن التأهل المباشر يشمل أول فريقين من كل مجموعة، فإن مواجهتي كوريا والأردن تمثلان “حياة أو موت” لآمال العراق في الظهور بكأس العالم دون اللجوء إلى ملحق قاري شاق.


المعسكر في البصرة ليس مجرد إعداد بدني، بل ساحة لإعادة التوازن، وبناء الثقة، وكسر الحواجز. أما أرنولد، فهو يعلم جيدًا أن النجاح في هذا التحدي سيكون خطوة تاريخية تُخلد اسمه في الكرة العراقية.

المباريات
الفيديوهات
الأخبار
الترتيب
الإنتقالات
الإعدادات