يُعد أحمد القاق واحدًا من أكثر الأسماء تميزًا في صفوف منتخب فلسطين، ليس فقط لما يقدمه داخل المستطيل الأخضر، بل أيضًا لمسيرته العلمية الاستثنائية خارج الملاعب، القاق، الذي ينتمي إلى جيل اللاعبين الشباب، نجح في فرض نفسه كعنصر موثوق في تشكيلة المنتخب الوطني، بالتزامن مع دراسته لطب الأعصاب في واحدة من جامعات.

على الصعيد الأكاديمي، حقق أحمد القاق إنجازًا لافتًا بتخرجه الأول على دفعته في كلية الطب، قبل أن يتخصص في طب الأعصاب، أحد أكثر التخصصات الطبية دقة وتعقيدًا، هذا التفوق العلمي انعكس على مكانته المهنية، حيث يُصنف من بين الطلاب المميزين، جامعًا بين الانضباط، الذكاء، والقدرة على اتخاذ القرار، وهي صفات انعكست أيضًا على أدائه داخل الملعب.

كرويًا، يرتبط القاق بنادي نورث كارولينا، ويواصل مسيرته الاحترافية إلى جانب التزاماته الطبية، في تجربة نادرة على مستوى كرة القدم العربية، ورغم صعوبة الجمع بين الاحتراف الرياضي والعمل الطبي، حافظ اللاعب على جاهزيته البدنية والفنية، ما جعله خيارًا مهمًا في حسابات الجهاز الفني للمنتخب الفلسطيني خلال الفترة الأخيرة.

وخلال مشاركته الأخيرة مع منتخب فلسطين في بطولة كأس العرب، قدّم أحمد القاق مستويات لافتة، وظهر بثقة كبيرة في المباريات التي شارك بها، سواء من حيث الانضباط التكتيكي أو الحضور الذهني، ليساهم في استقرار أداء المنتخب، هذا الظهور الجيد أعاد تسليط الضوء على قصته الملهمة، كلاعب وطبيب في آنٍ واحد، يثبت أن الطموح لا سقف له، وأن تمثيل فلسطين يمكن أن يكون مشرّفًا في الملاعب كما في أرقى المؤسسات الطبية العالمية.