لا يبدو انضمام النجم المغربي حكيم زياش إلى صفوف الوداد الرياضي مجرد انتقال في سوق الانتقالات، بل خطوة استراتيجية مرشحة لإحداث تحوّل عميق على المستويات الرياضية والاقتصادية والإعلامية داخل النادي، بل وحتى في الكرة المغربية ككل.
رياضيًا، ما زال زياش يحتفظ برصيد كبير من المهارة والإبداع، وقدرته على صناعة الفارق داخل المستطيل الأخضر تجعله مكسبًا ثمينًا للوداد، وجوده سيعزز من قوة الفريق ويرفع سقف المنافسة في البطولة الوطنية، كما سيمنح الأجيال الصاعدة نموذجًا يُحتذى به في الطموح والاحتراف.
اقتصاديًا وتسويقيًا، تعد الصفقة استثمارًا ذكيًا بكل المقاييس، فضمّ لاعب بحجم زياش مقابل مبلغ معقول يعني فتح الباب أمام طفرة في المبيعات والإعلانات والرعايات، خصوصًا مع الارتفاع المتوقع في الطلب على قمصان الفريق التي تحمل اسمه، ومن المنتظر أن تعيد إدارة النادي التفاوض مع الشركة المنتجة للمستلزمات الرياضية لتحديث نسب الأرباح بما يتناسب مع الزخم الجديد.
إعلاميًا، سيشكل ظهور زياش بالقميص الأحمر حدثًا واسع الصدى، إذ من المتوقع أن تشهد منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بالنادي ارتفاعًا غير مسبوق في نسب التفاعل وعدد المتابعين، خاصة مع تزامن الصفقة مع إطلاق مشروع “Wydad TV”، الذي سيمنح للنادي واجهة إعلامية حديثة تعكس صورته الجديدة كفريق يجمع بين الأصالة والاحتراف.
كما أن دخول زياش البطولة الاحترافية المغربية سيعيد تسليط الأضواء على الدوري المحلي، ويمنحه بُعدًا جديدًا في المشهد الكروي العربي والإفريقي، بما يرفع من قيمته التسويقية ويزيد من جاذبيته الاستثمارية مستقبلًا.
صفقة حكيم زياش، إذن، لا تتوقف عند حدود المستطيل الأخضر، بل تمثل خطوة جريئة في مسار الوداد نحو مزيد من العالمية والاحتراف، ويبقى التحدي الأكبر أمام الإدارة هو حسن استثمار هذا النجاح، لأن زياش، كما يعرفه عشاقه، لا يكتفي بالتسجيل... بل يصنع الفرق حتى في الدقيقة التسعين.