
تُرسم ملامح الإثارة من جديد في بطولة كأس العراق، مع إعلان مواجهات الدور نصف النهائي التي ستجمع أربعة من أبرز فرق الموسم الحالي، في صراع لا يحتمل الأخطاء، ولا يعترف سوى بلغة الفوز. مباريات منتظرة تجمع بين القوة الجوية ودهوك من جهة، والشرطة وزاخو من جهة أخرى، في مواجهتين أشبه بنهائيين مبكرين.
القوة الجوية يدخل هذا اللقاء بعد أداء مقنع في ربع النهائي، حيث تجاوز النجف بثلاثة أهداف لهدف، في مباراة تألق فيها الثلاثي محمد جواد، ميسوكي أولمو، وسعد عبد الأمير. الفريق الجوي الذي اختتم الدوري في المركز الخامس يسعى لإنقاذ موسمه بلقب الكأس، تحت قيادة المدرب علي عبد الجبار الذي أبدى ارتياحه لتصاعد أداء الفريق في الفترة الأخيرة.
أما دهوك، فقد خطف بطاقة العبور من بوابة الميناء بعد فوز مستحق بثلاثة أهداف لهدف، في مباراة أظهر فيها الفريق شخصية قوية على أرضه، وتألق من جديد لاعبه كريم درويش، إضافة إلى الحارس محمد صالح الذي كان له دور حاسم. مدرب دهوك سليمان أظهر ثقة كبيرة بقدرة فريقه على تجاوز الجوية والوصول إلى النهائي، معتمدًا على الانسجام والتوازن في صفوف الفريق رغم التحديات.
بطل الدوري العراقي، الشرطة، لم يجد طريقًا سهلاً نحو نصف النهائي، حيث عانى أمام الطلبة في مباراة ماراثونية انتهت بالتعادل الإيجابي (1-1)، قبل أن يحسمها رجال مؤمن سليمان بركلات الترجيح (4-1) بفضل تألق الحارس أحمد باسل الذي تصدى لركلتين ببراعة. الشرطة الذي توج بلقب الكأس لأول مرة في تاريخه الموسم الماضي، يضع عينه على الثنائية، ويبدو الفريق في قمة الجاهزية مع استقرار فني وإداري واضح.
في المقابل، زاخو يواصل عروضه القوية هذا الموسم بعد أن هزم نوروز بهدف نظيف، ليبلغ نصف النهائي بثقة كبيرة. الفريق الشمالي بقيادة المدرب عبد الغني شهد يراهن على الانضباط التكتيكي والتألق الجماعي، ويطمح لتحقيق إنجاز تاريخي بخطف لقب الكأس لأول مرة في تاريخه.
تُعد هذه النسخة من كأس العراق واحدة من أكثر النسخ إثارة في السنوات الأخيرة، بوجود أربعة فرق قوية لكل منها طموح واضح في معانقة الذهب. فالقوة الجوية يريد مصالحة جماهيره، والشرطة يطمح لفرض الهيمنة، بينما يحلم زاخو ودهوك بمجد غير مسبوق يكتب في سجل البطولات.
الأعين الآن متجهة صوب هذه المواجهات الساخنة، التي ستحمل في طياتها المتعة والندية، وقد ترسم ملامح بطل جديد أو تُعيد الكأس إلى خزائن الكبار.