
يعيش نادي الزوراء واحدة من أكثر فترات الانتقالات حساسية في تاريخه الحديث، وسط مطالب جماهيرية ضخمة بترميم الفريق والعودة مجددًا للمنافسة على البطولات. في خضم هذه الأجواء، برز اسم حسن عبدالكريم “قوقية” في الواجهة، بعد أنباء عن تردده في تجديد عقده، ومطالبته بإصلاحات جذرية داخل الفريق.
وبحسب مصادر مقربة من اللاعب، فإن حسن عبدالكريم نقل بشكل صريح إلى إدارة الزوراء رغبته الجادة في البقاء مع الفريق، لكنه في الوقت ذاته ربط استمراره بتغيير سياسة التعاقدات الحالية التي يراها لا ترتقي إلى طموحات النادي وجماهيره.
قوقية، الذي يُعد من أبرز المواهب العراقية في مركز خط الوسط، أبدى امتعاضه من أداء الفريق في الموسم الماضي، مؤكدًا أن الزوراء بحاجة إلى أسماء مؤثرة تصنع الفارق في المباريات الكبيرة، لا مجرد إضافات عددية أو مجاملات فنية. وأضاف في حديث غير مباشر للإدارة: “نحن نلعب لنُتوّج، لا لنشارك فقط.”
وكان اللاعب قد نشر في وقت سابق رسالة عبر حسابه الرسمي على “إنستغرام”، قال فيها:
“حاولنا أن نكون على قدر محبتكم، أعطينا كل ما في القلب.. ستبقون في الذاكرة كما كنتم دائماً في القلب. شكراً لكل شيء وما خفيَ كان أصدق.”
هذه الكلمات فسرتها جماهير الزوراء على أنها رسالة وداع صريحة، ما أثار موجة من القلق، خصوصاً مع غياب أي تأكيد رسمي من إدارة النادي في تلك اللحظة.
لكن الأيام الأخيرة حملت تطورات جديدة، إذ أبدى اللاعب ندمه على توقيت الرسالة وطريقتها، مشيرًا إلى أنها كانت تعبيرًا عن إحباطه من حال الفريق وليس إعلانًا للرحيل، وقد بدأ فعليًا الدخول في مفاوضات لتجديد عقده، بشرط أن تبرهن الإدارة على نيتها الصريحة في بناء فريق بطولات.
في المقابل، تسعى إدارة الزوراء إلى إقناع قوقية بالبقاء من خلال العمل على صفقات قوية، أبرزها محاولة استعادة أمجد عطوان، والتفاوض مع الحارس علي كاظم، ولاعب النجف محمد قاسم، ومدافع الطلبة سعد ناطق، إلى جانب الترتيب لاستقدام محترف أجنبي عالي الجودة من الدوري القطري.
جماهير الزوراء تتفاعل مع الموقف بقلق، لكن في الوقت ذاته، فإنها تتفهم موقف اللاعب، وتعتبره صوتًا صادقًا لمطالب مشروعة تعكس رغبة جماعية في رؤية الزوراء من جديد على منصات التتويج.
وفي انتظار الحسم النهائي، يبقى مصير حسن عبدالكريم مع الزوراء معلقًا على ما إذا كانت إدارة النادي ستفي بوعودها، أم أن أحد أبرز مواهب الكرة العراقية سيُجبر على طرق باب جديد بحثًا عن مشروع يُلبي طموحاته.