في ليلة لا تُنسى، عاد نادي الموصل إلى مصاف الكبار، بعدما توّج رسميًا بلقب الدوري العراقي الممتاز (الدرجة الأولى) لموسم 2024-2025، محققًا إنجازًا تاريخيًا طال انتظاره من جماهيره، ومعلنًا عن عودته المرتقبة إلى دوري نجوم العراق بعد غياب دام 14 عامًا.

نادي الموصل قدم موسمًا رائعًا على كافة الأصعدة، حيث أظهر الفريق تماسكًا فنيًا وتكتيكيًا واضحًا تحت قيادة جهازه الفني، وسط دعم إداري وجماهيري كبير، تُوّج في النهاية بالظفر بلقب الدوري. الفريق كان أحد أكثر الأندية تنظيمًا واستقرارًا في المسابقة، ونجح في فرض نفسه كمرشح أول للصعود منذ الجولات الأولى، حتى حسم الأمور رسميًا لصالحه.

آخر ظهور لنادي الموصل في الدوري الممتاز كان في موسم 2010-2011، قبل أن يغيب قسرًا بسبب ظروف أمنية صعبة عرفتها المدينة، ما أدى إلى تجميد نشاطه الرياضي لفترات طويلة. ومع كل ما مرّت به المدينة من محن، ظل نادي الموصل رمزًا للأمل والإصرار، وعاد تدريجيًا لإحياء نشاطه الكروي حتى بلغ لحظة العودة التاريخية.

مشاهد الفرحة عمّت مدينة الموصل بعد التتويج، حيث احتشد الآلاف من الجماهير للاحتفال بعودة ناديهم إلى الواجهة الكروية من جديد، ورددوا الهتافات التي تعبّر عن الولاء للنادي والفخر بما تحقّق. صفحات التواصل الاجتماعي تزيّنت بصور اللاعبين والمدرب وكأس البطولة، وسط أجواء احتفالية طال انتظارها.

عودة نادي الموصل إلى دوري نجوم العراق تمثّل خطوة تاريخية، لكنها تفتح الباب أيضًا على مرحلة جديدة تتطلب العمل بجدية على تعزيز الصفوف، والتحضير المالي والإداري الجيد، من أجل ضمان البقاء في الدوري أولًا، ثم التقدم نحو الطموحات الأكبر مستقبلًا. من المتوقع أن يشهد النادي حراكًا فنيًا في سوق الانتقالات وتغييرات في بعض المراكز الرئيسية استعدادًا لمنافسة الكبار.

يذكر أن الموصل تمكن من التغلب على نادي مصافي الجنوب بنتيجة 4-1، في المباراة الأخيرة من الدوري العراقي الممتاز.