
تتجه الأنظار يوم غد إلى ملعب دهوك حيث يستضيف أصحاب الأرض ضيفهم القادم من البصرة، فريق الميناء، في مواجهة مؤجلة من الجولة 27 لدوري نجوم العراق، وتكتسب أهمية كبيرة لكلا الطرفين في ظل تباين أهدافهما واختلاف مسارات موسميهما.
فريق دهوك، الذي قدم انطلاقة قوية جدًا في بداية الموسم، وشكّل إحدى مفاجآت الدوري، يبدو الآن في مرحلة بحث عن الاستقرار واستعادة النسق الفني بعد سلسلة من التراجعات الحادة في الأداء والنتائج خلال الجولات الماضية، خصوصاً بعد التتويج بلقب بطولة دوري أبطال الخليج، والتي ربما أثرت ذهنيًا وتركيزًا على الفريق.
الإدارة اتخذت قرارات حاسمة بعد التذبذب، منها إقالة المدرب السويدي مسعود ميرال إثر الخلافات مع الاتحاد العراقي وبعض التوترات داخل الفريق، وعينت بدلاً منه المدرب السويدي أمير أزرشفان الذي يحاول إعادة ضبط الإيقاع وبناء توازن داخل المجموعة.
ويملك دهوك عناصر محلية وأجنبية على مستوى عالٍ، وعلى رأسهم موسيس لوكاس وبيتر جورجيس، لكن الفريق بحاجة لردة فعل قوية تحفظ مكانته بين الكبار، خصوصاً وهو يقاتل من أجل تأمين مركز مؤهل قارياً، ويحتل حالياً المركز السادس برصيد 53 نقطة.
أما فريق الميناء، أحد أعرق أندية الجنوب، فقد دخل الموسم بطموحات مرتفعة بعد التعاقد مع مجموعة من الأسماء المميزة، إلا أن النتائج لم تكن على قدر التطلعات. الفريق عانى من تذبذب في الأداء، ولم ينجح في فرض استقراره طوال الموسم، ليجد نفسه حالياً في منطقة الخطر نسبياً، ويحتل المركز 16 برصيد 39 نقطة.
مدرب الفريق، حسام السيد، يحاول تعزيز الروح القتالية للاعبيه في ظل ضغط النتائج، خاصة وأن الميناء يعاني خارج قواعده، لكن يملك عناصر قادرة على صنع الفارق مثل أوكيكي أفولابي والمهاجم علاء سعد، الذي كان له حضور مميز في آخر مباراة سجل فيها وهدد المرمى أكثر من مرة.
من الناحية الفنية، يتوقع أن تشهد المباراة صراعًا تكتيكيًا مثيرًا؛ حيث سيسعى دهوك للضغط المبكر واستغلال عاملي الأرض والجمهور، بينما سيحاول الميناء امتصاص الحماس والارتداد بهجمات سريعة، وربما يعتمد على التكتل الدفاعي واستغلال الكرات الثابتة أو المرتدة.
المباراة تمثل فرصة لدهوك للتقدم أكثر نحو المراكز الأربعة الأولى، فيما لا يملك الميناء ترف التفريط بالنقاط، إذا ما أراد تجنب الدخول في حسابات الهبوط المعقدة مع نهاية الموسم.
دهوك يسعى لتصحيح المسار واستعادة نغمة الانتصارات بعد فترة شح، والميناء يريد انتفاضة تبعده عن القلق. بين طموحات الشمال وهموم الجنوب، ننتظر مواجهة بطابع خاص قد تحدد الكثير من معالم الجولات المقبلة.