
على ملعب الزوراء، وضمن منافسات اليوم الثالث من الجولة الخامسة والثلاثين لدوري نجوم العراق، فجّر نادي القاسم مفاجأة مدوية بعدما ألحق الخسارة بنظيره الزوراء بنتيجة 2-1، في مباراة حملت بين طيّاتها الكثير من الدروس التكتيكية والعزيمة من جانب الفريق الشاب.
الزوراء، صاحب الأرض والطامح في مواصلة الضغط على الشرطة في صراع القمة، دخل المواجهة بقوة وفرض سيطرته في أول نصف ساعة، مستحوذاً على الكرة ومرسلاً إشارات واضحة على رغبته في التسجيل المبكر. لكن السيطرة لم تقترن بالفاعلية الهجومية، ففرص الفريق الأبيض ضاعت أمام صلابة دفاع القاسم، وتألق حارس مرماه.
في المقابل، لعب القاسم بأسلوب واقعي ومنضبط، حيث اعتمد على غلق المساحات وتنفيذ مصيدة التسلل بذكاء، مع ارتداد سريع بالهجمات المرتدة مستغلاً سرعات لاعبيه في الخط الأمامي. وعند الدقيقة 26، نجح الفريق في تسجيل الهدف الأول بطريقة مذهلة عن طريق محمد خالد، الذي لمح الحارس متقدماً ليطلق كرة صاروخية من مسافة بعيدة عانقت الشباك وسط ذهول جماهير الزوراء.
وبينما كان أصحاب الأرض يحاولون استيعاب الصدمة، عاد القاسم ليضرب من جديد وهذه المرة في الدقيقة 28، عبر سيف رشيد الذي استغل تمريرة عرضية دقيقة من المتألق محمد خالد، ليودعها الشباك مضيفاً الهدف الثاني، ويضع الزوراء في موقف لا يُحسد عليه.
في الشوط الثاني، أجرى مدرب الزوراء حيدر عبيد عدة تغييرات لتنشيط الهجوم، أبرزها دخول العاجي مامادو نانجاه الذي ترك بصمته سريعاً، وسجل هدف تقليص الفارق في الدقيقة 50 بعدما تلقى كرة داخل منطقة الجزاء وسددها بقوة في المرمى، مانحاً الأمل لجماهير فريقه بعودة محتملة.
ورغم الضغط المتواصل للنوارس، فإن دفاع القاسم وقف صامداً أمام كل المحاولات، بل وكاد أن يضيف هدفاً ثالثاً من مرتدة لولا تدخل الدفاع في اللحظة الأخيرة. كما أهدر الزوراء بعض الفرص المهمة قرب نهاية اللقاء، ليفشل في تفادي الهزيمة الرابعة هذا الموسم.
بهذا الفوز، يحقق القاسم انتصاراً تاريخياً على واحد من أعرق أندية العراق، ويرفع رصيده إلى 51 نقطة، مواصلاً عروضه اللافتة هذا الموسم بقيادة مدربه السوري أيمن الحكيم. أما الزوراء، فتجمّد رصيده عند 74 نقطة، ليمنح غريمه الشرطة فرصة ذهبية لتوسيع الفارق والاقتراب أكثر من التتويج باللقب قبل ثلاث جولات فقط من نهاية المسابقة.
فوز القاسم لم يكن عادياً، بل كان من النوع الذي يُحدث ضجة في سلم الترتيب ويُغيّر ملامح المنافسة، ويُثبت مجدداً أن الفريق لم يأتِ هذا الموسم ليؤدي الواجب فقط، بل ليصنع بصمة حقيقية تفرض احترام الجميع.