قبل أيام من المواجهة المرتقبة التي ستجمع منتخب العراق بنظيره الكوري الجنوبي على أرضية ملعب البصرة الدولي، تلقى الجهاز الفني بقيادة الأسترالي غراهام أرنولد ضربة موجعة بإصابة المدافع مصطفى سعدون، ما فتح الباب أمام تحدٍّ تكتيكي جديد يتعلق بإيجاد البديل المناسب في مركز حساس ضمن التشكيلة الأساسية.

مصطفى، الذي تعرض لإصابة عضلية في عضلة السمانة خلال تدريبات المنتخب يوم الخميس الماضي، غاب عن المباراة التجريبية الأخيرة، ويجري حاليًا فحوصات إضافية لتحديد مدى خطورة الإصابة، ومدة غيابه المحتملة.

وبحسب ما كشفت عنه مصادر خاصة لموقع winwin، فإن الجهاز الفني العراقي يُفكّر في ثلاث حلول رئيسية لتعويض غياب سعدون، في حال تأكد عدم جاهزيته للمشاركة:

مدافع نادي هيرنفين الهولندي، حسين علي، هو الخيار الأقرب لتعويض سعدون. اللاعب يتمتع بإمكانيات دفاعية جيدة وقدرة على شغل مركز الظهير الأيمن، لكن افتقاده لحساسية المباريات في الفترة الأخيرة يُثير بعض القلق. أرنولد، رغم ذلك، بدأ فعليًا بتحضيره ليكون أساسياً أمام كوريا، في ظل امتلاكه رؤية تكتيكية جيدة وتفاعل ذكي مع الأدوار الدفاعية.

في حال قرر المدرب تأجيل المخاطرة بحسين علي، فإن فرانس بطرس سيكون البديل الجاهز على مقاعد البدلاء، مع إمكانية إشراكه في حال تطلبت المباراة ذلك. بطرس يملك الخبرة والهدوء، لكنه لم يظهر بشكل مستمر مع المنتخب مؤخرًا، ما يجعل المدرب مترددًا في الاعتماد عليه كأساسي.

إذا ما أظهرت الفحوصات أن إصابة سعدون تحتاج لأكثر من أسبوع، فإن أرنولد يملك خيارًا ثالثًا، يتمثل باستدعاء لاعب من الدوري المحلي. ووفقًا للمصادر، فإن المدرب وضع اسمي أمير صباح (الشرطة) وكاظم رعد (الزوراء) ضمن مفكرته، نظرًا لجاهزيتهما البدنية وخبرتهما في مركز الظهير الأيمن. إلا أن هذا القرار سيُتخذ فقط بعد التقرير الطبي النهائي بشأن مصطفى.

تُعتبر مباراة العراق ضد كوريا الجنوبية يوم الخميس المقبل بمثابة نهائي مبكر لـ”أسود الرافدين”، إذ يحتل الفريق المركز الثالث في المجموعة الثانية بـ12 نقطة، خلف الأردن (13) وكوريا الجنوبية (16). أي تعثر في هذه المرحلة قد يُعقد حسابات التأهل المباشر إلى كأس العالم، ويدفع العراق نحو سيناريو الملحق.

لذلك، فإن إصابة مصطفى سعدون لم تأتِ في توقيت أسوأ من هذا، وسط حاجة المنتخب للاستقرار الدفاعي، والانضباط التكتيكي، خاصة أمام منتخب كوري يملك عناصر هجومية من الطراز العالي بقيادة سون هيونغ مين وهوانغ هي تشان.

الجماهير العراقية، من جهتها، تترقب قرار أرنولد، آملة بأن يكون البديل على قدر المسؤولية، وأن لا يُفتح الباب لهفوات قد تُكلّف المنتخب حلم الوصول إلى مونديال 2026.