وسط أجواء مشحونة بالتفاؤل والترقب، وقبل واحدة من أكثر المباريات أهمية في تاريخ الكرة العراقية الحديث، أطلق مدرب المنتخب الوطني، الأسترالي غراهام أرنولد، تصريحات قوية ومشحونة بالروح القتالية قبل مواجهة كوريا الجنوبية المصيرية في ملعب البصرة الدولي، يوم الخامس من يونيو المقبل، ضمن الجولة التاسعة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026.

وفي مؤتمر صحفي حاشد حضره عدد كبير من وسائل الإعلام، قال أرنولد بكلمات حماسية تركت أصداءً واسعة:

“نعلم أننا سنواجه خصماً عنيداً مثل كوريا، لكننا أيضاً نملك قوة لا تُقهر… سنلعب ضد 12 لاعباً، لأن الجمهور العراقي سيكون حاضرًا بقوة، ونحن مستعدون لهذا الضغط. لكن على الجانب الآخر، نحن نملك جمهوراً سيحول البصرة إلى بركان، وسيكون السلاح الأقوى لنا داخل الميدان.”

وأضاف أرنولد:

“لن نترك شيئاً للصدفة. العمل مستمر منذ أشهر، والتخطيط لهذه اللحظة بدأ منذ يومي الأول مع المنتخب. نحن نحترم كوريا كقوة آسيوية، لكننا لا نخشاهم. هذه المباراة ومباراة الأردن بعدها ستكونان بوابة الحلم. نريد أن نذهب إلى كأس العالم من الباب الكبير، لا من خلال الملحق.”

المنتخب العراقي يدخل هذه المواجهة وهو في وضع متقدم ضمن مجموعته، لكن التحدي الحقيقي يتمثل في تثبيت القدم وضمان إحدى بطاقتي التأهل المباشر. مواجهة كوريا الجنوبية في البصرة، ثم لقاء الأردن في عمان يوم العاشر من يونيو، يُنظر إليهما كمفصلين لا يقبلان الأخطاء.

وعن التحضيرات، كشف أرنولد أن الجهاز الفني راقب لاعبي المنتخب عن كثب، سواء المحليين أو المحترفين في الخارج، وأكد أن القائمة ضمت الأفضل من حيث الجاهزية الذهنية والبدنية.

وقال:
“من يلعب يجب أن يكون مستعدًا للقتال. هذه مباريات لا تُكسب بالمهارات فقط، بل بالعقل، بالروح، وبالإيمان بقميص العراق.”

وأشار إلى أهمية دعم الجماهير، قائلاً:

“رسالتي لجمهور العراق: هذه لحظتكم مثلما هي لحظة اللاعبين. اصنعوا الفارق من المدرجات، ونحن سنصنعه من داخل الملعب. كوريا ستُفاجأ بما ستراه في البصرة.”

ويأمل أرنولد أن تُشكل هذه التصفيات لحظة تاريخية للكرة العراقية، وأن يُكتب اسمه ضمن المدربين الذين قادوا منتخباتهم بنجاح إلى كأس العالم، لكن هذه المرة سيكون الأمر مميزًا أكثر، لأن الرحلة تحمل نكهة عراقية خالصة، بدعم لا يشبه أي دعم آخر.