
في لحظة خيمت عليها مشاعر الامتنان والحزن، أعلن المدرب مسعود ميرال استقالته رسميًا من تدريب نادي دهوك، مختتمًا عامًا استثنائيًا قاد فيه الفريق لتحقيق نقلة نوعية داخل المستطيل الأخضر، أبرزها التتويج التاريخي بلقب دوري أبطال الخليج، وترسيخ أسلوب لعب جماعي وأنيق جعل من دهوك أحد أبرز علامات الموسم الكروي الحالي.
وجاء إعلان الاستقالة برسالة مطوّلة ومؤثرة نشرها المدرب التونسي، قال فيها:
“كل شيء له نهاية، وقد حان ذلك اليوم.” بهذه العبارة افتتح ميرال خطابه، الذي حرص فيه على استعراض محطات العام الذي وصفه بـ”الرائع من نواحٍ عديدة”، رغم بدايته الغامضة التي اتسمت بكثرة علامات الاستفهام بسبب ضعف الخبرة والتجربة لدى العديد من لاعبي الفريق.
وأشار ميرال إلى التحديات التي رافقت انطلاقته مع دهوك في آب الماضي، مبينًا أن الفريق وقتها كان يضم عناصر شابة تمتلك الحلم، لكن ينقصها الاحتكاك على مستوى الدوري العراقي الممتاز، وهو ما شكل دافعًا له لبناء ثقافة تدريبية خاصة تمثلت في الانضباط والتكامل والعمل بروح الأسرة الواحدة.
واعتبر أن الفوز بلقب خليجي الأندية كان أبرز محطاته مع الفريق، واصفًا إياه بالذكرى التي “لن تُنسى”، مؤكدًا أن قرار المغادرة لم يكن سهلًا، لكن الإيمان بقدرة دهوك على مواصلة الرحلة من دونه دفعه نحو اتخاذ القرار في الوقت المناسب.
وأضاف المدرب الذي بات يحظى بشعبية واسعة في دهوك:
“سأستمر بمتابعة كرة القدم العراقية، وأنا واثق أن مستقبل هذا البلد مشرق.”
وفي ختام رسالته، وجه ميرال شكره للإدارة، واللاعبين، والجماهير التي وصفها بـ”الرائعة”، سواء في دهوك أو في عموم العراق، مؤكدًا أن ارتباطه بالكرة العراقية سيستمر رغم انتهاء تجربته مع النادي الكردي.
وأرفق المدرب اقتباسًا مؤثرًا للكاتب ستيفن كينغ، في إشارة رمزية تعكس فلسفة خروجه من الفريق رغم محبته له، جاء فيه:
“بعض الطيور لا يُفترض بها أن تكون في أقفاص… ريشها زاهٍ جدًا، وأغانيها عذبة جدًا وجامحة… المكان الذي تعيش فيه يصبح أكثر كآبة وفراغًا بعد رحيلها.”
برحيله، يطوي مسعود ميرال صفحة ذهبية مع دهوك ستبقى محفورة في ذاكرة جماهيره، فيما تبقى الأيام القادمة حبلى بالتساؤلات حول هوية المدرب القادم، ومدى قدرة النادي على مواصلة البناء بعد هذا الفقد الفني الكبير.