منذ وصول إندريك إلى ريال مدريد، تحوّلت أيامه إلى رحلة تعلم مستمرة لشاب لم يُكمل سوى عامه الثامن عشر. هذا لا يعني أن كل ما مرّ به كان إيجابيًا في الحاضر. لن يُعرف أبدًا ما إذا كانت التجارب التي عاشها خلال الأشهر الستة الأخيرة ستصبح درسًا للمستقبل، لكن الواقع أن المهاجم الشاب والجريء واجه مواقف قاسية، بعضها كان غير مفهوم بالنسبة له.
أول ضربة تلقاها كانت الإصابة التي تعرّض لها في المرحلة الأخيرة من الموسم الماضي، لكن الأصعب كان انتكاسته في الولايات المتحدة خلال أحد التدريبات، في اليوم قبل الأخير من الإقامة في كأس العالم للأندية، ذلك يعني بداية الموسم وهو في وضعية أقل من بقية زملائه، إضافة إلى إغلاق الأبواب أمام أي خيار انتقال أو إعارة، مثل العملية التي تمت مع ليون في الساعات الأخيرة.
الأسوأ على الإطلاق كان عندما رأى، مباراة بعد أخرى، أنه ليس خارج خطط تشابي ألونسو فحسب، بل لا يُطلب منه حتى الإحماء على خط التماس، وكانت مهمته الوحيدة مشاهدة زملائه وهم يلعبون. لم يجد تفسيرًا لما يحدث له، ومع ذلك قال للجميع عند وداعه إنه سيعود وسينجح في مدريد، وأن القصة لم تنتهِ بعد.
كان الأسبوع الأول من ديسمبر بمثابة نقطة التحول، قيل إن إندريك كان يريد اللعب من أجل الوصول إلى كأس العالم، لكن ما كان يريده في الحقيقة هو أن يكون مفيدًا لفريقه، ريال مدريد، غير أنه كان يرى هذه الفرصة تُسلب منه، وهو مقتنع تمامًا بأنه لو حصل على دقائق لعب، لكانت القصة مختلفة تمامًا.
العزلة على مقاعد البدلاء وغياب المشاركة دفعاه في النهاية إلى قبول عرض ليون، بحثًا عمّا لم يجده مع تشابي ألونسو: الثقة، على شكل دقائق لعب. ما لم يفهمه هو، ولا كثيرون داخل ريال مدريد، أنه عندما كان كل شيء قد أُغلق بالفعل، تذكّر المدرب فجأة اللاعب البرازيلي، الذي جاءت مشاركاته لتؤكد أن موهبة لعب كرة القدم لم تغب عنه يومًا.