يدخل المنتخب المغربي كأس أمم إفريقيا التي يستضيفها على أرضه وسط معادلة دقيقة تجمع بين ضغط التوقعات وحجم الطموح، فأسود الأطلس لا يُخفون رغبتهم في التتويج باللقب القاري، لكن الرسالة التي يحرص الجهاز الفني واللاعبون على إيصالها تتجاوز مجرد الفوز، نحو تقديم كرة قدم مقنعة تليق بمنتخب بات يُصنَّف بين نخبة العالم.

مدرب المنتخب، وليد الركراكي، بدا واضحاً في تصريحاته بأن استضافة البطولة لا تمثل عبئاً بقدر ما هي حافز إضافي، فبحسب رؤيته، الضغط جزء طبيعي من المنافسة على الألقاب، والمنتخب مطالب بالتعايش معه وتحويله إلى طاقة إيجابية داخل الملعب، الهدف، كما يؤكد، هو الفوز “بأجمل طريقة ممكنة”، دون التخلي عن الواقعية أو الانضباط التكتيكي.

ويعتمد المغرب على مزيج متوازن بين الخبرة والجودة الفنية، عناصر وازنة مثل أشرف حكيمي تقود المجموعة داخل وخارج الملعب، في وقت يبرز فيه جيل من اللاعبين القادرين على صناعة الفارق بأسلوب هجومي جذاب، على غرار براهيم دياز، إسماعيل صيباري، عبد الصمد الزلزولي وإلياس أخوماش، هذا التنوع يمنح المنتخب حلولاً متعددة ويعزز طموحه في الذهاب بعيداً.

من جانبه، شدد القائد أشرف حكيمي على أهمية العمل الجماعي وضبط الأعصاب، مؤكداً أن احترام المنافس والتركيز في كل مباراة سيكونان مفتاح النجاح، خاصة في بطولة قصيرة لا تعترف بالأسماء بقدر ما تكافئ الثبات والجاهزية الذهنية.

وبين مدرجات ممتلئة وطموحات شعبية كبيرة، يبدو المنتخب المغربي واعياً بحجم الرهان، فالتتويج على أرضه لن يكون مجرد لقب قاري جديد، بل فرصة لتكريس مشروع كروي متكامل، يربط بين النتائج والهوية الفنية، ويؤكد أن أسود الأطلس لا يسعون فقط إلى الفوز… بل إلى إقناع القارة بأكملها.