حقق منتخب كوراساو إنجازاً تاريخياً بتأهله إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى على الإطلاق، بعد تعادل مثير خارج أرضه أمام جامايكا، هذا التأهل يضع المدرب المخضرم ديك أدفوكات على وشك أن يصبح أكبر مدرب سناً في تاريخ البطولة بعمر 78 لو استمر في منصبه.
تعد كوراساو، وهي جزيرة تتمتع بالحكم الذاتي وتابعة لهولندا ويبلغ عدد سكانها حوالي 150 ألف نسمة، أصغر دولة تتأهل إلى هذا الحدث الكروي الرفيع، مما يجعل قيادة أدفوكات للفريق إنجازاً قد يفوق مسيرته الطويلة التي شملت تدريب سبعة منتخبات وطنية، بما في ذلك هولندا في ثلاث فترات سابقة.
المدرب كثير الترحال، الذي تولى مسؤولية كوراساو في يناير الماضي، اضطر إلى مغادرة جامايكا قبل وقت قصير من المباراة الحاسمة لأسباب عائلية أعلن عنها اتحاد كوراساو. وأوضح أدفوكات في بيان قبل مغادرته أن القرار كان "صعباً للغاية"، مؤكداً أن "العائلة أهم من كرة القدم" رغم قلبه المثقل بالحزن على ترك اللاعبين في هذه اللحظة الهامة.
وعلى الرغم من غيابه الجسدي، ظل أدفوكات على اتصال وثيق بالفريق، حيث شاهد المباراة من هولندا في الساعة الثانية صباحاً بالتوقيت المحلي. تمكن المدرب من نقل تعليماته بشكل مستمر إلى طاقمه الفني عبر الهاتف، وتحديداً إلى مدير الفريق فاوتر يانسن الذي نقلها بدوره إلى المدربين المساعدين دين جوري وكور بوت بين شوطي المباراة، مما يبرز مدى التزامه وثقته باللاعبين والجهاز المعاون.
يُذكر أن الرقم القياسي الحالي لأكبر مدرب سناً في كأس العالم يعود إلى الألماني أوتو ريهاغل، الذي كان يبلغ من العمر 71 عاماً و317 يوماً عندما قاد منتخب اليونان في مباراتهم الأخيرة بمرحلة المجموعات أمام الأرجنتين في كأس العالم بجنوب أفريقيا عام 2010. ومن المتوقع أن يتجاوز ديك أدفوكات هذا الرقم القياسي مع قيادته لكوراساو في النهائيات القادمة.