كشفت أحدث تحديثات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن أزمة حقيقية تضرب عدداً من الأندية السعودية، بعد صدور 28 قراراً دولياً بمنع التسجيل، نتيجة نزاعات مالية وتعهدات لم تُنفذ تجاه لاعبين ومدربين ووكلاء أعمال.

وأظهرت منصة FIFA Registration Ban List أن 10 أندية سعودية تواجه حالياً قرارات رسمية بالحظر، بعضها محدد بفترات زمنية، وأخرى مفتوحة حتى تسوية القضايا المالية، في مؤشر مقلق على تراكم الالتزامات غير المسددة.

وتصدر نادي أحد المشهد المحلي بعدد 17 قرار حظر مستقل، من بينها قرارات تمتد لثلاث فترات تسجيل متتالية، وأخرى غير محددة المدة، ما يعكس حجم التعقيدات المالية التي يعانيها النادي نتيجة تراكم الشكاوى الدولية ضده.

كما شملت القائمة أندية الجندل والوحدة بقرارين لكل منهما، فيما وردت أسماء الشباب والرياض من أندية دوري المحترفين، إلى جانب أندية الشعلة ونجران والصفا وطويق والعين والمحمل بقرارات فردية تراوحت بين مؤقتة ومفتوحة المدة.

وتوضح لوائح «فيفا» أن حظر التسجيل يُفرض على أي نادٍ يخلّ بالتزاماته المالية المعتمدة، ولا يُرفع القرار إلا بعد تأكيد الاتحاد الدولي تسوية النزاع وسداد المستحقات كاملة، في إطار مبدأ الشفافية المالية المعتمد عالمياً.

وأشارت بيانات نوفمبر الحالي إلى تزايد أعداد القرارات مقارنة بالأشهر السابقة، مما يعكس ضغوطاً مالية متنامية خصوصاً على أندية الدرجتين الأولى والثانية، في وقت يواجه فيه نادي الشباب وضعاً إدارياً مضطرباً منذ ثلاثة مواسم رغم التغييرات المتتالية في مجلس إدارته.

وتنوعت العقوبات بين نوعين رئيسيين: حظر محدد المدة يمتد عادة لثلاث فترات تسجيل، وحظر مفتوح المدة «Until lifted»، الذي يُعدّ الأقسى لأنه يبقى سارياً حتى تنفيذ القرار المالي دون تحديد سقف زمني.

وتزامن ذلك مع مرحلة حساسة من إعادة هيكلة مالية تقودها لجنة الاستدامة المالية في رابطة الدوري السعودي، التي تتحمل مسؤولية الرقابة على التزامات الأندية وضمان التوازن المالي لتجنب أي تبعات قانونية أو تنظيمية دولية.

ويرى مراقبون أن قرارات «فيفا» تشكّل جرس إنذار إداري يدعو الأندية لمراجعة سياساتها المالية وتفعيل الحوكمة الداخلية، بما يحافظ على سمعة الكرة السعودية التي باتت إحدى أبرز الوجهات الاستثمارية الرياضية عالمياً.

يُذكر أن وزارة الرياضة أعلنت مؤخراً حلّ مجلس إدارة نادي الوحدة بسبب مخالفات تنظيمية ومالية، وعيّنت حاتم خيمي لإدارة النادي مؤقتاً خلفاً لسلطان أزهر، فيما يواجه الفريق خطر الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية.