
نجح المدرب البرتغالي خورخي خيسوس في تحويل حالة الشك التي رافقت تعاقده مع نادي النصر إلى ثقة مطلقة، بعدما قاد الفريق لتحقيق نتائج مذهلة في مختلف البطولات، رغم خسارته السوبر السعودي أمام الأهلي.
وأظهر النصر تحت قيادة خيسوس شخصية البطل، حيث تفوق على الاتحاد في جدة في اختبار مبكر، لينفرد بصدارة الدوري السعودي للمحترفين، مؤكدًا قدرته على استعادة لقب الدوري الغائب منذ 2019 وسط إشادة جماهيرية واسعة.
ويُعرف المدرب البرتغالي بانضباطه الصارم ونهجه الفني الحازم، ما انعكس على أداء اللاعبين، وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو وجواو فيليكس وكينغسلي كومان، إضافة إلى إينغيو مارتينيز القادم من برشلونة، لتظهر هوية النصر أكثر صلابة وتنظيمًا.
ويتربع العالمي حاليًا على قمة الدوري السعودي للمحترفين، كما يتصدر مجموعته في دوري أبطال آسيا 2، وبلغ دور الـ16 من كأس الملك، فضلاً عن بلوغه نهائي السوبر السعودي مطلع الموسم الجاري.
وأوضح فؤاد أنور، نجم النصر والمنتخب السعودي السابق، في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن ما يقدمه خيسوس يُعد مؤشرًا إيجابيًا للغاية، لكنه شدد على أن الفوز بالبطولات لا يزال يتطلب الاستمرارية والتركيز، خصوصًا في بطولة الدوري التي تمثل الهدف الأكبر للنادي هذا الموسم.
وأشار أنور إلى أن خيسوس وضع خطة مدروسة لإدارة مجهود كريستيانو رونالدو، حيث قرر إشراكه في نحو 75% من مباريات الموسم فقط، لتفادي الإرهاق والإصابات، معتبرًا ذلك خطوة احترافية تُسهم في الحفاظ على جاهزية النجم البرتغالي.
وأضاف أنور أن من أبرز إيجابيات المدرب البرتغالي فرض الانضباط التكتيكي داخل الفريق، ومنع أي تدخل في قراراته الفنية، وهو ما أعاد للنصر توازنه وهيبته الفنية، بعد سنوات من غياب الوضوح الإداري والفني.
كما أشار إلى أن تجربة خيسوس السابقة مع الهلال منحته خبرة كبيرة في التعامل مع المنافسات السعودية، لاسيما أنه يمتلك سجلًا تدريبيًا حافلًا يضم أكثر من 25 بطولة مع أندية أوروبية وأمريكية جنوبية، ما جعله الخيار الأنسب لقيادة النصر.
واختتم أنور حديثه بالتأكيد على أن النصر يملك مقومات التتويج بالبطولات، إلا أن الحكم المبكر على قدرته في حسم لقب الدوري سيكون متسرعًا، لافتًا إلى أن الرؤية ستتضح بشكل أدق مع نهاية الدور الأول من المسابقة.
من جانبه، كشف خيسوس أن رغبة كريستيانو رونالدو والمدير الرياضي سيماو كوتينيو كانت من أبرز الأسباب التي دفعته لقبول قيادة النصر، مؤكدًا أن تدريب الأندية المنافسة في مسيرته ليس أمرًا جديدًا، بل جزء من طبيعته الاحترافية.