مع اقتراب حفل الكرة الذهبية وبدء دوران عجلة الموسم الجديد، استعاد لامين يامال نجم فريق برشلونة قصته الشخصية والمهنية في بودكاست يقدمه خوسيه رامون دي لا مورينا.
واستهل حديثه:"جدتي جاءت وحدها إلى إسبانيا من المغرب، متسللة داخل حافلة، كانت أول من وصل. بدأت العمل لكي يتمكن والدي من المجيء. أمي جاءت مع جدتي من غينيا. التقى والداي في برشلونة وبدأنا نعيش في سكن مخصص للآباء الشباب، تربيت هناك، كان مثل مطعم يقدم لنا الطعام جميعًا. بعد ذلك كنا دائمًا نعيش في غرف يمنحنا إياها الأصدقاء، إلى أن انفصل والداي".
وأضاف:" كنت أعيش في شقة: المطبخ فيها بجانب غرفة النوم، الآن أرى أمي سعيدة، وأخي يعيش طفولة كنت أتمنى أن أحظى بها، وأبي هادئ في منزله، وجدتي كذلك، أمي هي ملكتي، هي أغلى ما عندي. هي كل ما يمكن أن يطلبه طفل".
وعن الدراسة وعلاقته بوالدته:" السنة الأولى سارت بشكل جيد، لكن في الثانية، بعدما غادرت ماتارو (مسقط رأسه في كاتالونيا)، لم أكن معتادًا على العيش مع أشخاص من طبقات اجتماعية مختلفة. انفصلت عن الدراسة، ولم أشعر بالراحة. كنت على وفاق مع زملائي في لاماسيا، لكن في المدرسة لم أشعر أنني في مكاني، كنت آتي من مدرسة أجد فيها ابن حارتي أو بائع الخبز أو الجزار... كان شيئًا آخر. كنت أتمنى أن أدرس، لكن أعتقد أنني لم أكن مهيأ لذلك. قلت لوالديّ: ’إذا كنتم تعتمدون عليّ في العمل، فنحن في ورطة. لكن إذا أردتم أن أكون لاعب كرة، فاطمئنوا، سأصبح لاعب كرة ".
وأضاف:" أمي كانت تقول إنني لن ألعب إذا لم أدرس. في وقت من الأوقات وأنا في لاماسيا اتصلت بها وقلت: ’ماما، سأذهب إلى المدرسة، لكنني لن أفعل شيئًا، سأجهز نفسي للتدريب بعد الظهر‘. ردت غاضبة وسألتني عما أقوله. قلت لها: ’إذا ركزت، سأصبح لاعب كرة‘. لم تقتنع، وكانت تؤنبني كل يوم. حتى عندما ظهرت لأول مرة وبقيت تلومني لأنني لم أكن أدرس. أنصح الناس ألا يفعلوا مثلي، لأنه كان من الممكن جدًا ألا أصبح لاعب كرة".
وعن حادثة طعن والده: كنت في السيارة قادمًا من شراء ملابس، وبرفقتي ابن عمي. اتصلت بي ابنة عمي وأخبرتني بالحادثة، بعدها انهالت المكالمات عليّ، وكنت وقتها طفلًا. أول ما فعلته أنني خرجت من السيارة وحاولت الذهاب إلى محطة القطار للتوجه إلى ماتارو، لكنني حينها كنت لاعب كرة. كنت أعرف أن والدي في وضع سيئ لأنه تعرض للطعن. أردت الذهاب إلى ماتارو ورؤية ما يحدث، لم يسمح لي ابن عمي بركوب القطار. أغلقوا عليّ الباب في المنزل، كنت أحاول الخروج ولم يتركوني. كانت لحظات صعبة. في اليوم التالي ذهبت للتدريب، كنت أشعر أنني لا أستطيع فعل شيء. اتصلت بوالدي وقال لي أن أكون هادئًا ولا أقلق. ذهبت لزيارته في المستشفى صباح اليوم التالي، ثم هدأت الأمور".
واختتم حديثه عن العنصرية: "هل رأيت يومًا شخصًا أسود ينادي شخصًا أبيض في الشارع؟ لا، لأن لدينا عقلًا. هناك بعض الأشخاص لا أعرف ماذا حدث لهم في طفولتهم، لكنهم أصبحوا سيئين قليلًا. الأمر لا يقلقني ".