
في خطوة تُكرّس لمبدأ العدالة التحكيمية وتُضفي مزيدًا من الحيادية والاحتراف على واحدة من أبرز مباريات الموسم الكروي العراقي، قرّر الاتحاد العراقي لكرة القدم إسناد مهمة قيادة نهائي كأس العراق إلى طاقم تحكيمي قطري دولي، في إطار التعاون المستمر بين الاتحادات العربية وتبادل الكفاءات الفنية على مستوى التحكيم.
وسيقود المواجهة النهائية المرتقبة بين دهوك وزاخو الحكم الدولي القطري سلمان الفلاحي كحكم ساحة، بمعاونة كل من رمزان الرمازي كمساعد أول، وماجد هديرس كمساعد ثانٍ، فيما سيتولى مهمة حكم الفيديو الدولي مشاري الشمري، في طاقم متكامل يملك تجربة كبيرة في إدارة المباريات الكبرى في منطقة الخليج والبطولات الآسيوية.
نهائي كأس العراق لهذا الموسم يحمل نكهة خاصة، كونه يجمع بين دهوك وزاخو، في “ديربي الشمال” الأول من نوعه على مستوى نهائي كأس وطني، ما يرفع من مستوى التحدي ويزيد الضغط على جميع الأطراف، بما في ذلك الطاقم التحكيمي.
وتأتي الاستعانة بطاقم من خارج البلاد، تحديدًا من قطر، لتكون ورقة تهدئة وتحكيم يرضي الفريقين، خاصة بعد الجدل الذي دار مؤخراً حول مكان إقامة المباراة وتوقيتاتها، ما يجعل وجود حكم أجنبي عاملًا حاسمًا في ضمان العدالة وعدم التشكيك في القرارات.
الاتحاد العراقي لجأ في المواسم الأخيرة إلى استخدام حكام أجانب في بعض المباريات الحساسة، لكن هذه المرة تحديدًا تم اختيار طاقم قطري معروف بدقة قراراته وتوازنه النفسي في المواقف الصعبة. الحكم سلمان الفلاحي سبق له أن أدار مباريات في دوري أبطال آسيا وكأس الخليج، ويُعرف بهدوئه وصرامته، في حين يملك مساعدوه خبرة كبيرة في رصد الحالات الدقيقة وخاصة المتعلقة بالتسلل والمواقف الحاسمة.
إسناد المهمة لحكم فيديو دولي مثل مشاري الشمري يؤكد أيضًا حرص الاتحاد على أن تكون كل تفاصيل المباراة تحت رقابة تقنية دقيقة، لضمان أكبر قدر من الشفافية، خاصة في حال وجود لقطات مثيرة للجدل.
تعيين هذا الطاقم يُعد رسالة واضحة من الاتحاد العراقي إلى جميع الأطراف بأن مباراة النهائي يجب أن تكون احتفالًا بكرة القدم العراقية، وليس ساحة للجدل أو الاعتراض. الاتحاد يهدف إلى إيصال صورة جميلة عن الكرة العراقية، خاصة في ظل الحضور الجماهيري المتوقع والتغطية الإعلامية الواسعة.
كما أنها رسالة إلى الأندية بأن الأداء داخل الملعب هو الفيصل، وأن الاعتراضات السابقة على التحكيم المحلي قد أُخذت على محمل الجد.
كل الأنظار ستتجه إلى ملعب النهائي حيث تقام واحدة من أكثر المباريات انتظارًا هذا الموسم، ليس فقط بسبب أهمية الكأس، بل لما تحمله من طابع مناطقي وتاريخي وجماهيري. وسيكون الطاقم القطري على موعد مع التحدي، في إثبات كفاءته وكسب ثقة الشارع الرياضي العراقي في ليلة قد تبقى عالقة في ذاكرة الكرة العراقية لسنوات طويلة.