في خطوة كانت متوقعة منذ أسابيع، قررت اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية، رسميًا، حل الهيئة الإدارية لنادي القوة الجوية برئاسة عقيل مفتن، وذلك على خلفية “الخروقات الجسيمة” التي شابت عمل الإدارة خلال الفترة الماضية، وفقًا لقرار مركز التسوية والتحكيم الرياضي العراقي المرقم (14/تحكيم/2025).

القرار جاء بعد اجتماع تداولي رفيع المستوى، ترأسه الدكتور عقيل مفتن نفسه، بصفته رئيس اللجنة الأولمبية، بحضور مدير مكتب الأندية، والأمين العام، والأمين المالي، ومدير قسم الشؤون القانونية، حيث تمت مناقشة نتائج التحقيقات والمخالفات التي وثّقها المركز القانوني، قبل أن تتم الموافقة رسميًا على مطالعة القسم القانوني وتوصياته بحل الإدارة الحالية للنادي.

وأكدت اللجنة الأولمبية أن قرار تشكيل الهيئة المؤقتة الجديدة لإدارة النادي سيصدر يوم الخميس المقبل، وذلك لضمان استمرار عمل النادي إداريًا وفنيًا بشكل طبيعي لحين إجراء انتخابات جديدة أو تسوية الملف بشكل نهائي.

جمهور نادي القوة الجوية، الذي عبّر طيلة الأشهر الماضية عن استيائه من أداء الإدارة وتخبّطاتها، استقبل قرار الحل بفرحة عارمة على منصات التواصل الاجتماعي، معتبرًا أن هذه الخطوة تمثّل “بداية التصحيح الحقيقي” داخل البيت الأزرق، الذي عاش فصولًا من التراجع الإداري والفني في السنوات الأخيرة، انعكست سلبًا على نتائج الفريق الأول لكرة القدم.

وغرقت صفحات المشجعين بالهتافات الرقمية والرسائل الداعمة، التي طالبت بالإسراع بتشكيل إدارة جديدة تمتلك رؤية حقيقية وطموحًا يعيد النادي إلى منصة البطولات.

في خضم هذه التطورات، أعلن عضو الإدارة هيثم كاظم استقالته رسميًا، ووجّه رسالة مؤثرة عبر حسابه قال فيها:

“شكراً من القلب نادي القوة الجوية، اليوم أكتب كلمات الوداع لنادٍ ترك في قلبي أثرًا كبيرًا، أتمنى لكم كل التوفيق في قادم الأيام”.

وجاءت هذه الرسالة لتؤكد أن بعض أعضاء الإدارة رحّبوا بشكل غير مباشر بقرار الحل، وربما شعروا بالضغوط المتزايدة من الشارع الجوي الذي طالب بتغييرات جذرية.

قرار الحل يُعد لحظة فارقة في تاريخ القوة الجوية، الفريق الذي لطالما مثّل أحد أعمدة الكرة العراقية، محليًا وآسيويًا، لكنه واجه خلال الموسمين الماضيين هزّات داخلية حادة، أثّرت على استقراره وأبعدته عن منصات التتويج.

الأنظار تتجه الآن إلى الخميس المقبل، حيث يُنتظر أن تعلن اللجنة الأولمبية عن أسماء الهيئة المؤقتة، وسط دعوات جماهيرية أن تضم وجوهًا جديدة تمتلك الكفاءة والنزاهة والقدرة على إعادة بناء النادي إداريًا وماليًا وفنيًا.

مع هذا القرار التاريخي، قد يكون نادي القوة الجوية على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح، تبدأ من الغرف الإدارية، وقد تصل إلى إعادة هيكلة شاملة على مستوى الجهاز الفني واللاعبين، خصوصًا بعد خروج الفريق من بطولة كأس العراق على يد دهوك، وإنهاء الدوري دون تحقيق أي لقب.