رغم تتويجه بلقب دوري نجوم العراق للموسم 2024-2025 وحفاظه على الهيمنة المحلية للسنة الرابعة توالياً، إلا أن نادي الشرطة يُفكر بجدية في الاعتذار عن المشاركة في النسخة المقبلة من دوري أبطال آسيا، لأسباب لم تُعلن رسمياً بعد، مما فتح باب التساؤلات والقلق لدى جماهير النادي، وكذلك من متابعي الكرة العراقية عموماً.

وبحسب مصادر مقربة من إدارة النادي، فإن هناك نقاشات داخلية تجري منذ أيام، وتحديداً عقب ضمان التتويج بلقب الدوري، حول جدوى المشاركة في دوري أبطال آسيا للموسم المقبل. ويبدو أن هناك توجهاً حقيقياً لدى بعض أعضاء الهيئة الإدارية للاعتذار عن خوض البطولة القارية، إلا أن القرار الرسمي لم يُتخذ بعد، وما زالت الأمور تحت بند “الدراسة”.

رغم صمت الإدارة رسميًا حتى الآن، إلا أن هذه الأنباء أثارت مخاوف حقيقية من تداعيات القرار في حال تم اتخاذه، خصوصاً أن العراق يمتلك حالياً مقعداً مباشراً في دور المجموعات من البطولة، وهو المقعد الذي ناله نادي الشرطة عن جدارة رياضية.

الانسحاب من دوري أبطال آسيا لا يُعدّ خياراً بسيطاً في نظر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. إذ تنص اللوائح على فرض عقوبات انضباطية على الأندية التي تنسحب بعد ضمان التأهل الرسمي، وتشمل العقوبات الحرمان من المشاركة القارية لمدة موسم، إلى جانب غرامات مالية ثقيلة قد تؤثر على ميزانيات الأندية.

الأخطر من ذلك أن انسحاب الشرطة سيُفقد الكرة العراقية مقعدها المباشر في النسخ المقبلة، ما يعني أن الأندية الأخرى ستضطر لخوض الأدوار التمهيدية أو ستُحرم من التمثيل تماماً، وهو ما يُعد ضربة كبيرة لمساعي الاتحاد العراقي لكرة القدم في تحسين ترتيب الدوري محلياً وقارياً.

مصادر رياضية تشير إلى أن أحد أبرز أسباب التوجه نحو الاعتذار قد تكون متعلقة بالجانب المالي، أو صعوبات في إتمام المتطلبات التنظيمية الآسيوية، مثل ملفات التراخيص، وتجهيز الملعب، وضمانات المشاركة، إلى جانب عدم وضوح خطة التعاقدات الفنية لدعم الفريق في المنافسة القارية. ولكن لا تأكيد رسمي حتى اللحظة، والإدارة تواصل دراسة الموقف.

من جانب آخر، عبّرت جماهير القيثارة عن استيائها من الأنباء المتداولة، مشيرة إلى أن تمثيل العراق آسيويًا هو جزء من واجب الأندية الجماهيرية، ولا يليق ببطل الدوري أن يتنازل عن حقه المشروع بالمنافسة. كما طالبت الجماهير إدارة النادي بضرورة التحرك من الآن لتدعيم الفريق، بدلًا من التفكير في الاعتذار، الذي قد يُفهم على أنه تهرّب من المسؤولية لا أكثر.

حتى هذه اللحظة، لم يصدر أي موقف رسمي من نادي الشرطة بشأن المشاركة من عدمها، لكن المصادر تؤكد أن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة، وربما تُكشف النوايا بشكل واضح بعد انتهاء بطولة كأس العراق، حيث وعد بعض أعضاء الهيئة الإدارية باتخاذ القرار النهائي بعدها.