
ما حدث في ملعب الرمادي مساء أمس لم يكن مجرد لقطة مثيرة للجدل، بل كان جرحًا مفتوحًا في جسد نادي الكرمة الذي يرى أن مشروعه الكروي الكبير يُحارب من الداخل قبل الخارج، وأن طريقه نحو المنافسة العادلة يُفرش بالعراقيل بدلًا من الدعم والإنصاف.
في المباراة التي جمعت الكرمة بالميناء ضمن الجولة 31 من دوري نجوم العراق، والتي أقيمت على أرض الكرمة وبين جماهيره، تلقّى الفريق خسارة بهدف نظيف، لكن الجدل لم يكن حول النتيجة، بل حول الهدف الصحيح "برأي الجميع" الذي أحرزه المهاجم السوري علاء الدين دالي، وتم إلغاؤه بداعي التسلل في لقطة أثارت عاصفة من الغضب والاستياء.
الهدف جاء في وقت حساس من الشوط الثاني، بعد مجهود جماعي مثالي، أنهاه دالي بتسديدة داخل الشباك، لتنفجر مدرجات الرمادي فرحًا، قبل أن يتدخل الحكم ومساعده برفع الراية وإلغاء الهدف، في قرار وصفه العديد من المحللين بأنه غير دقيق، خاصة وأن الإعادة التلفزيونية أظهرت أن دالي كان في وضع سليم تمامًا وقت استلام الكرة.
ردود الأفعال لم تتأخر، حيث خرجت إدارة الكرمة بتصريح ناري أكدت فيه أن الفريق أصبح مستهدفًا، وأن هناك من يعمل على كسر طموح النادي الذي يمثل مشروعًا حقيقيًا لبناء فريق منافس، مستقر فنيًا وإداريًا.
وأضافت الإدارة أن ما حدث لن يمر مرور الكرام، وأنها ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث التي تسلب الأندية حقها المشروع داخل أرض الملعب.
الجماهير بدورها لم تصمت، حيث غصّت مواقع التواصل بمقاطع الفيديو التي تُظهر صحة الهدف، وانهالت التعليقات التي تطالب اتحاد الكرة بمراجعة الأداء التحكيمي ومحاسبة كل من يخطئ بحق الأندية التي تبني ولا تشتري، وتجتهد ولا تعتمد على النفوذ.
ما حدث في الرمادي لم يكن مجرد خطأ تحكيمي عابر، بل حلقة جديدة من مسلسل يشعر الكرماويون أنه يستهدفهم منذ بداية الموسم، ويضع الكثير من علامات الاستفهام حول نزاهة بعض القرارات التي أثّرت بشكل مباشر على نتائج الفريق.
في الوقت الذي تسعى فيه الكرة العراقية للنهوض والتطور، تبقى العدالة هي الأساس الذي لا يمكن تجاوزه، وأي مشروع كروي لا يحظى بالحماية من الأخطاء الفادحة، يظل مهددًا بالانهيار مهما كانت نواياه صادقة وأهدافه سامية.