جحيم الأنفيلد.. أسطورة سقطت أمام الواقع
الأربعاء 12-03-2025

لطالما تغنّى مشجعو ليفربول بملعبهم الأسطوري، الأنفيلد، واعتبروه حصنًا منيعًا، مكانًا يُرعب الزوار، و"جحيمًا" على أي فريقٍ يجرؤ على الدخول إليه. هناك، حيث تتردد أهازيج "لن تسير وحدك أبدًا" بصوتٍ يزلزل المدرجات، وحيث تتعالى الهتافات وكأنها جدران فولاذية لا يمكن اختراقها. لكن، هل الأنفيلد حقًا كما يدّعي عشاق ليفربول؟ أم أن هذه الأسطورة لم تصمد أمام واقع كرة القدم؟  


برشلونة 2019.. خدعة الجبناء

ربما كان فوز ليفربول التاريخي على برشلونة في إياب نصف نهائي دوري الأبطال 2019 هو السبب الرئيسي في تعزيز هذه الأسطورة. بعد خسارتهم 3-0 في الذهاب، عاد الريدز ليحققوا ريمونتادا مذهلة بنتيجة 4-0، في مباراة انهار فيها لاعبو برشلونة نفسيًا قبل أن ينهاروا فنيًا.  


لكن، هل كان ذلك بفعل "رعب" الأنفيلد؟ الحقيقة أن برشلونة لم يكن في أفضل حالاته، ولاعبوه كانوا أشبه بأشباحٍ تائهة في الملعب. لذا، إن كان الأنفيلد جحيمًا، فهو جحيم صنعه ضعف برشلونة أكثر من كونه سلاحًا بيد ليفربول.  


الأنفيلد.. حين يتحول الجحيم إلى نزهة

لم يمر وقتٌ طويل قبل أن يُكشف زيف هذه الأسطورة، ففي موسم 2020، جاء أتلتيكو مدريد إلى هذا "الجحيم" في إياب دور الـ16، وبدلًا من أن يحترق، خرج منتصرًا. رغم أن ليفربول كان متقدمًا في النتيجة، إلا أن رجال سيميوني قلبوا الطاولة وفازوا 3-2، ليحطموا حلم الريدز أمام جماهيرهم.  


وفي 2023، جاء ريال مدريد في ليلة أوروبية أخرى إلى الأنفيلد. الريدز تقدموا مبكرًا 2-0، ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟ كارثة بكل المقاييس، حيث تحوّل "الجحيم" إلى جنةٍ للميرنغي، الذي دك شباك ليفربول بخماسيةٍ تاريخية، في واحدة من أكبر الصفعات التي تلقاها الأنفيلد عبر تاريخه.  


واليوم، جاء باريس سان جيرمان إلى هذا المكان ذاته، ملعب يُفترض أنه يجعل الخصوم ينهارون. ومع ذلك، نجح الفريق الفرنسي في حسم المواجهة بعد مباراة دراماتيكية امتدت إلى ركلات الترجيح.


جحيمٌ من ورق  

الحقيقة أن الأنفيلد ليس أكثر من ملعبٍ تاريخي، تملؤه العاطفة والحماس، لكنه لا يملك السحر الذي يجعله "جحيمًا" حقيقيًا للخصوم. نعم، هناك ليالٍ أوروبية مجنونة، وهناك ذكريات تبقى خالدة، لكن كل هذا لا يجعل منه حصنًا لا يُخترق.  


إذا كان الأنفيلد "جحيمًا"، فقد رأينا فرقًا عديدة تأتي إليه وتحوله إلى جنة. أتلتيكو مدريد، ريال مدريد، باريس سان جيرمان.. جميعهم مروا من هنا، جميعهم حطموا هذه الأسطورة، وخرجوا منتصرين.  


فهل لا يزال مشجعو ليفربول يعتقدون أن الأنفيلد "جحيم الخصوم"؟ أم أنه مجرد حلمٌ جميل تحطّم على أرض الواقع؟

المباريات
الفيديوهات
الأخبار
الترتيب
الإنتقالات
الإعدادات