يشبه هانز فليك مدرب برشلونة أحد أولئك الجنرالات الذين ينعزلون في “معسكرات الشتاء” لرسم خطط الهجوم التالية، فالمدرب الألماني كان يهيّئ هذا اللحظة منذ فترة، منتظرًا استعادة أفضل عناصره.

وانتظر المدرب لأسابيع عودة لامين يامال إلى أفضل حالاته - وقد خضع هذا الأسبوع لعلاج تردد حراري للتخلص نهائيًا من الآلام - كما لعب ما يقارب شهرين دون رافينيا، أحد أهم أسلحته الهجومية وأبرز لاعبي الضغط في الفريق، إضافة إلى غياب حارس المستقبل جوان جارسيا، خاصة بعد أن بات واضحًا أن تشيزني يقترب من نهاية مسيرته. وإلى تلك الظروف، جاءت إصابة بيدري بعد الكلاسيكو لتضع الفريق في وضع أقرب إلى “البقاء على قيد الحياة”، معتمدًا على تألق فيرمين، وتقدم دي يونغ، وتمريرات راشفورد، وأهداف ليفاندوفسكي.

فليك يثق في استعادة لامين، رافينيا، جوان غارسيا وبيدري فور نهاية فترة التوقف الدولي. فالأسماء الثلاثة الأولى قد تعود مباشرة أمام أتلتيك بلباو، بينما قد يلحق بيدري بالمباراة نفسها أو باللقاء الذي يليه في لندن أمام تشيلسي، بعد تعافٍ شبه معجزي من إصابته في العضلة ذات الرأسين للفخذ.

ولا تقتصر الإيجابيات على عودة المصابين فحسب، بل يمتد الأمر إلى جدول المباريات القادم، الذي يبدو أكثر لطفًا من جدول ريال مدريد. إذ يخوض برشلونة ثلاثة لقاءات متتالية على أرضه (أتلتيك، ألافيس، أتلتيكو)، بينما يلعب ريال مدريد ثلاث مباريات خارج ملعبه (إلتشي، جيرونا، أتلتيك). وبرغم صعوبة مواجهة فريق سيميوني، فإن برشلونة لم يخسر أي مباراة على أرضه سواء في يوهان كرويف أو مونتجويك. في المقابل، أظهر فريق تشابي ألونسو هشاشة واضحة خارج البرنابيو، كما ظهر في التعادل الأخير أمام رايو فاييكانو (0-0).

هدف فليك واضح: انتزاع صدارة الليجا من ريال مدريد قبل نهاية عام 2025. المهمة تحتاج لتعويض ثلاث نقاط خلال الجولات الست المقبلة — وهي مهمة ليست مستحيلة — خاصة في ظل تراجع أداء ريال مدريد عندما لا يسجل مبابي.

برشلونة بعد سلسلة المباريات الثلاث في ملعبه، سيزور بينيتو بيامارين، ثم يستضيف أوساسونا، قبل مواجهة فياريال، أما ريال مدريد فيواجه سلتا في البرنابيو، ثم يذهب لمواجهة ألافيس، قبل أن ينهي العام بمباراة أمام إشبيلية على أرضه.

في دوري الأبطال، طموحات فليك أكثر واقعية في الوقت الحالي. برشلونة يحتل المركز الحادي عشر، بفارق نقطتين عن المراكز المؤهِلة مباشرة دون خوض الملحق. مباراة تشيلسي في ستامفورد بريدج ستكون اختبارًا حقيقيًا لقياس قوة الفريق في أوروبا. فوز أو حتى تعادل قد يفتح الطريق أمام برشلونة لاستغلال الجولات الثلاث الأخيرة، حيث سيخوض مواجهتين على أرضه ضد آينتراخت فرانكفورت وكوبنهاغن، ورحلة واحدة إلى براغ لمواجهة سلافيا.