منذ فترة طويلة، يعيش ريال مدريد في عالَمٍ خاص بعيدًا عن الضغوط الخارجية، حيث تُتخذ القرارات وفق إستراتيجية واضحة وقناعة راسخة داخل النادي، دون الالتفات كثيرًا إلى الضجيج المحيط بالفريق عند أول تعثر. وعلى مرّ السنوات، أثبتت الإدارة المدريدية أنها لا تتحرك تبعًا لرغبات الجماهير أو المقترحات الإعلامية، إذ طُرح العديد من الأسماء كل صيف دون أن يرتد أصحابها القميص الأبيض.

وخلال الأسابيع الأخيرة، ورغم الفوز على برشلونة في الكلاسيكو بعد موسم من الجفاف، بدأت موجة من الانتقادات والتشكيك تحيط بالأجواء المدريدية، خصوصًا في الدوائر الإعلامية وشبكات التواصل، وليس داخل النادي نفسه.

ورغم الضجة التي أثارها قرار تبديل فينيسيوس برودريغو في الكلاسيكو وما تبعه من اجتهادات وتكهنات، فإن ما جرى داخل الفريق كان أبعد ما يكون عن الأزمة أو التصعيد، بعدما تم حل الموقف بالحوار واعتذار اللاعب، وهو ما قوبل بتقدير داخل غرفة الملابس.

داخل ريال مدريد، لا أحد يفكر في قرارات متسرعة أو خطوات درامية. الإدارة لا ترى أي ارتباط بين الشائعات المنتشرة وما يحدث فعليًا في الفريق، باستثناء خيبة الأمل من الأداء غير المتوقع في المباريات الأخيرة. هذه الخيبة لم تُترجم إلى ثورة، بل إلى هدوء وتحليل ودراسة قبل اتخاذ أي قرار.

وتظل الثقة في تشابي ألونسو ثابتة، رغم بعض اللحظات التي كان يمكن إدارتها بطريقة أفضل، مثل لقطة ترنت ألكسندر أرنولد في أنفيلد، حيث ما يزال النادي يؤمن بأن هناك وقتًا كافيًا لاستعادة النسق التنافسي الذي يظهر أحيانًا ويختفي أحيانًا أخرى، وأن الاستمرارية هي التحدي الأكبر.

تشابي ألونسو، الذي يدرك تمامًا معنى وقسوة متطلبات ريال مدريد، ويعلم أن المرحلة المقبلة هي لحظة "المدرب" الحقيقية: استعادة شراسة الفريق، إعادة الروح التنافسية، وترسيخ الهوية التي ظهرت على فترات، وهذا هو التحدي الذي ينتظره وينتظر جهازه الفني.